أكّد المنشد القسنطيني حمزة زدام، أنّ واقع الإنشاد في الجزائر حاليا لا يشغل حيزا كبيرا في الساحة الفنية والثقافية بشكل عام، بسبب عدم قدرة مؤدي هذا الفن على التسويق لأنفسهم بشكل صحيح، رغم توفر منابر إعلامية كثيرة مقارنة مع السنوات الماضية، ومع هذا كان فيها الإنشاد يحظى بقاعدة جماهيرية أكبر ومتابعين أكثر.
أكّد المنشد حمزة زدام في حديثه مع “الشعب” على نقص الاهتمام بالإنشاد الديني، رغم تنظيم الوزارة الوصية لمهرجانات إنشادية على مستوى الوطن، والتي تعتبر غير كافية ـ حسبه ـ باعتبار أن الإنشاد يحتاج للاستمرارية وإعطاء المنشدين فرصتهم في منصات ثقافية، شأنه شأن باقي الفنون، مع منحهم بعض الأفضلية في مناسبات معينة دينية أو وطنية.
وأضاف زدام أنّ الإنشاد في الجزائر بما يتمتع به من أصوات قوية، يحتاج إلى أن يرتقى به من مصاف المبتدئين إلى الاحتراف، من خلال فتح مجال الإنتاج السمعي البصري في وجه المنشدين، داعيا إلى إعادة النظر في طريقة الدعم والمرافقة لمثل هذه الفنون الملتزمة سواء من خلال البرمجة أو الدعم المادي.
ويرى المتحدث أن شخصية المنشد يجب أن تتحلى بأخلاق عالية وفكر ملتزم، يجعل منه قدوة في التربية والالتزام، مضيفا أنه من الناحية الفنية ما يميز المنشدين هو التواضع والصوت القوي الذي يحظى به هذا المجال “وهي ميزة رائعة للمنشد، الذي يتصف أيضا بالحس الجماعي، حيث يحاول دائما العمل في شكل فرق ومجموعات صوتية، تبرز قوة الأعمال الفنية التي يؤديها”.
وأضاف حمزة زدام أنّ الانشاد يتميز أيضا بمواضيعه المتنوعة، حيث يحاول مؤدي هذا الفن معالجتها من خلال مختلف القصائد التي يتغنى بها، وقال “فمثلا الإنشاد هو الفن الوحيد الذي يتغنى فيه المنشد بالوطن دون أن تكون هناك مناسبة، ويمدح فيه رسولنا الكريم في كل الأوقات، ويناجى فيه المولى الجليل”.
واعتبر زدام المهرجان الدولي للإنشاد الديني حافزا للمنشدين، كونه يحظى بقيمة فنية كبيرة، ليصبح هدف وطموح كل منشد بأن يكون مشاركا وجزءاً من هذا المحفل الثقافي الكبير، قائلا “هذا ما يخلق نوعا من التنافس الصحي الذي يعد طرفا هاما في الحفاظ على هذا الفن، بالإضافة إلى أن الاستمرارية في تنظيم مثل هذه التظاهرات الكبيرة يفسح لنا المجال لتدوين هذا الموروث الثقافي ونشره من خلال الاحتكاك بثقافات عالمية أخرى”.